أساليب تعامل مفتش ي التعليم الابتدائي مع الصراع التنظيمي. د. نقبيل بوجمعة أ. د. مجاهدي الطاهر قسم علم النفس جامعة محمد بوضياف املسيلة.

Transcript

1 أساليب تعامل مفتش ي التعليم الابتدائي مع الصراع التنظيمي. أ. د. مجاهدي الطاهر قسم علم النفس جامعة محمد بوضياف املسيلة. - امللخص: تناولت الدراسة الحالية فحص مستوى ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي بحسب أرائهم وأراء املعلمين وذلك باعتبار أن الدور الاشرافي لفئة املفتشين التربويين يعتبر عنصرا مهما في العملية التعليمية وتطويره يرافقه تحسين إدارة الصراعات املدرسية لهذه الفئة وهذا مامر يحتاج الى تغذية راجعة موضوعية ودقيقة حول ما تقوم به من ممارسات لحل الصراعات املدرسية داخل املجتمعات التعليمية. -Summary: The current study examined the level of the exercise of the inspectors of primary education methods of dealing with the organizational conflict according to their views and the views of teachers, as the supervisory role of the category of inspectors educational is an important element in the educational process and development accompanied by improved management of school conflicts for this category and this needs to feed objective feedback and Minutes on their practices to resolve school conflicts within educational communities. - مشكلة الدراسة: يمثل املشرفون التربويون مركزا مهما في مانظمة التعليمية وتتجه أنظار العاملين في الحقل التربوي إليهم العتبارهم خبراء متخصصين في املناهج وطرق التدريس الحديثة وينبغي عليهم تطوير العملية التربوية وتحسينها عن طريق مساعدة املعلمين وتوجيههم نح و السبل التي ترفع فاعليتهم ليحققوا أفضل إنجاز في عملهم. ويعتبر املشرف التربوي عامل تغيير ألنه يسعى إلى إحداث تغييرات سريعة في سمات وخصائص ومعارف ومهارات واتجاهات املعلم وكما معروف فإن عملية التغيير التي يقوم بها املشرف تتم بالكثير من الصعوبات واملعوقات )مبارك 1417 ه ص (. وتشير )فيفر دنالب( إلى أن املشرف التربوي يتحمل جزءا هاما من التأثيرات من خالل صلته باملديرين واملعلمين ومانشطة إلاشرافية والتقييمية فثمة احتمال أكبر لظهور أشكال مختلفة من الصراع إذا ما تجاهل أحدهم حدود دوره أو اعتدى على دور لاخر خصوصا أن مهنة إلاشراف تثير املعارضة وبيئة خصبة للصراعات وظاهرة حتمية مالزمة للتنظيمات إلادارية إذ البد من إدراك أكبر التجاهات مافراد وممارستهم ملنع الصراع غير البناء والتقليل من حدته )سامي 2004 ص. 04(. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 107 العدد )06(

2 وقد أوضح العطية )2003( "أن الصراع يمكن أن يكون سببا في عدم تحقيق املنظمة ألهدافها من خالل ظهوره على شكل مشكلة جدية في املنظمة ويؤدي إلى التشويش بحيث يجعل من الصعب على العاملين أن يعملوا مع بعضهم بعضا" )العطية 2003 ص. 261(. وتعتبر العملية إلاشرافية بيئة خصبة لحدوث الصراعات بين املشرف واملديرين واملعلمين ولقد أصبحت ظاهرة التعامل مع الصراع التنظيمي من مامور التي تأخذ وقتا ليس باليسير من أوقات املشرف التربوي فهو إلى جانب الوظائف إلاشرافية وإلادارية التي يتوالها يخصص جزءا من وقته للتعامل مع الصراع التنظيمي الذي أصبح ظاهرة تعايش املدارس وأصبح التعامل معه من الواجبات ماساسية التي يضطلع بها املشرف التربوي والصراع حقيقة واقعة في كل النظم ولكنه بالضرورة ليس مصطلحا سلبيا بل أن له أحيانا قيمته للنظام فالصراع قد يعني العنف أ و التدمير أو ضبط غير حضاري لألمور ولكن من املمكن أن يعني أيضا املغامرة والتجربة املثيرة والتحديث والتوضيح وإلابداع والنم و والعقالنية الجدلية )الطويل 2001 ص. 297(. ولذا فإن وجود الصراعات التنظيمية في املدارس الابتدائية بين املشرف التربوي واملعلمين بشكل يزيد عن الحد املرغوب قد يؤثر على العملية إلاشرافية فيعيق مهام املشرف التربوي من مهام إدارية وإشرافية وتدريبية وتقييمية وه و يواجه هذه الصراعات وقد يؤثر على املعلمين فينعكس ذلك في صور منها إلاحباط وعدم الاهتمام باألوامر والتباطؤ في العمل جراء استعمال أسلوب السلطة مع التخويف والتهديد في إدارة الصراع مامر الذي يؤثر على نوعية مخرجات العملية التعليمية التي تسعى املدرسة جاهدة لتحقيقها ومن هنا تتضح أهمية وجود املشرف التربوي القادر على التعامل الصحيح مع ظاهرة الصراع بفاعلية وذلك باستخدام ماسلوب املناسب وماكثر نفعا في املوقف املناسب فيثمر نتائج إيجابية على املدرسة كتنظيم وعلى جميع ماطراف الفاعلة بهذا التنظيم فيكون دافعا لتطوير والارتقاء للعملية التعليمية ولتحقيق ماهداف املرجوة منها وشعورا بمشكلة البحث في هذا املوضوع فضال على ما تقدم غياب وجود نماذج للتقويم واملتابعة ملختلف فعاليات الدور إلاشرافي في إدارة مختلف الصراعات املدرسية مما يضيع الفرصة على املشرفين أنفسهم وكذلك على املسؤولين في الوزارة التربية أو مديرياتها أو املصالح املشرفة على املشرفين التربويين في تعرف مستوى أداء املشرفين التربويين ألساليب إدارة الصراع وتشخيص نقاط القوة وجوانب الضعف فيه ومن ثم حرمان الجهات الوصية واملشرفين أنفسهم من عائد التغذية الراجعة مما جعل عملية تلمس التطوير التربوي أمرا ال فائدة ترجى منه. وعلية يرى الباحثان استحقاق الدراسة لتستطلع أراء كل من املفتشين واملعلمين في أساليب تعامل مفتش ي التعليم الابتدائي مع الصراع التنظيمي وذلك من خالل إلاجابة على ماسئلة التالية: مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 108 العدد )06(

3 - ألاسئلة الرئيسية: - ا سل ؤال ألاول: ما مستوى ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي من وجهة نظر املفتشين أنفسهم - السؤال الثاني: ما مستوى ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي من وجهة نظر املعلمين - السؤال الفرعي: هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة )a 0.05( بين استجابات املفتشين واملعلمين في ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي - أهداف الدراسة: تهدف الدراسة الحالية إلى تحقيق ماهداف التالية: - التعرف على مستوى ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي. - التعرف على مدى ارتباط ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي بالخصائص الوظيفية لعينتي الدراسة )متغير الوظيفة(. - أهمية الدراسة: تكمن أهمية البحث الحالي في النقاط التالية: - أنها دراسة تعتمد متغيرا ذا قيمة كبيرة في مجال الادارة التربوية الذي ه و الصراع التنظيمي إذ يمثل هذا مؤشرا على مدى دقة القيام باملسؤوليات املناطة بفئة املفتشين التربويين ومدى مواكبتهم للمفاهيم التربوية الحديثة. - أنها دراسة تستطلع رأي فئتين مهمتين هما املفتشون التربويون واملعلمون باعتبارهما الفئتان اللتان تتعامالن وتتعايشان بشكل مباشر مع العملية إلاشرافية وماقدر على إعطاء أحكام تقويمية تتصف بالدقة واملوضوعية حول أداء مفتش ي التعليم الابتدائي في الواقع املدرس ي. - أن تفيد نتائج هذه الدراسة املفتشين التربويين في تطوير قدراتهم وإمكاناتهم في العمل إلاداري وتسهم في تسهيل املهمات إلاشرافية لهم. - أن تفيد هذه الدراسة الجهات املسؤولة عن إلاشراف التربوي في الجزائر في تطوير هذا الجانب املهم من العملية التربوية وإعطائه ماهمية القصوى في ذلك. - تعتبر هذه الدراسة بحسب علم الباحث من الدراسات القليلة في الجزائر التي تدرس أساليب تعامل املشرفين التربويين )مفتش ي التعليم الابتدائي( مع متغير الصراع التنظيمي. - مصطلحات ومفاهيم الدراسة: اشتملت الدراسة على عدد من املصطلحات واملفاهيم التي تم تعريفها إجرائيا وهي كالتالي: - أساليب التعامل مع الصراع التنظيمي )إجرائيا(: هي الطرق أو الاستراتيجيات التي يتبعها مفتش والتعليم الابتدائي في التعامل مع الصراعات التنظيمية التي تحدث في املدارس التي يشرفون عليها وتقاس في الدراسة بمجموع استجابات املفتشين أ و املعلمين على فقرات أداة الاستبيان املعدة لهذا مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 109 العدد )06(

4 الغرض واملتضمنة في ماساليب الستة التالية )-التعاون -املجاملة -التسوية -املنافسة -التجنب -إلاحالة ملستوى أعلى(. - مفتش التعليم الابتدائي )إجرائيا(: ه و الشخص املعين رسميا من قبل وزارة التربية الوطنية )املفتش التربوي للمواد املدرسة باللغة العربية باملرحلة الابتدائية( ملساعدة املعلمين على تحسين أدائهم ونموهم املنهي وتطوير العملية التعليمية لتحقيق أهدافها. - الدراسات السابقة: تطلبت طبيعة هذه الدراسة من الباحثين الاطالع على الدراسات السابقة ذات العالقة باملوضوع ولقد تم تصنيفها حسب موضوعاتها وحسب ترتيبها الزمني على النحو التالي: قام قطن )2001( فقد أجرى دراسة بعنوان "أساليب إدارة الصراع التنظيمي لدى مديري املدارس الثانوية في سلطنة عمان" وقد توصل الباحث الى أنه جاء ترتيب أساليب إدارة الصراع التي تناولتها الدراسة من حيث استخدامها من ماكثر ماهمية كما يلي: أسلوب التعاون أسلوب الحل الوسط أسلوب املجاملة أسلوب استخدام السلطة أسلوب الرفع ملستوى إداري أعلى أسلوب التجنب كما أنه توجد فروق ذات داللة إحصائية تعزى ملتغير الجنس في ممارسة املديرين واملديرات ألسلوب التجنب حيث أن الذكور أكثر استخداما ألسلوب التجنب من إلاناث أما واصل )2003( بدراسة بعنوان "املناخ التنظيمي وإدارة الصراع في املؤسسات التربوية" ولقد توصل الباحث إلى تقييم املناخ التنظيمي وأسلوب إدارة الصراع من طرف املديرين واملعلمين ولقد كان هناك تشابه بين تصورات كل من املديرين واملعلمين في وصف املناخ التنظيمي السائد في املدارس الثانوية ماردنية العامة بدرجة متوسطة وأنه لم يكن هناك تقارب بين تصورات املديرين واملعلمين ألساليب إدارة الصراع في املدارس الثانوية ماردنية العامة باستثناء ماسلوب التعاوني وتبين أن هناك عالقة ارتباطية موجبة بين املناخ التنظيمي وأسلوب إدارة الصراع حسب تصورات املديرين واملعلمين أما السلمي )2004( فقد قام بدراسة بعنوان "استراتيجية مقترحة إلدارة الصراع بين مديري مدارس التعليم العام واملشرفين التربويين بمحافظة جدة" وقد توصل الباحث الى أن ترتيب استراتيجيات إدارة الصراع لدى أفراد العينة على النح و التالي: املشاركة تليها التسوية ثم املواجهة ثم التجنب وأخيرا إلاجبار وإلى أن املشرفين التربويين أكثر ميال إلى تطبيق استراتيجيتي املشاركة والتسوية بينما يميل املديرون إلى تطبيق استراتيجيات إلاجبار والتجنب واملواجهة وإلى أن التأهيل التربوي والخبرة لهما دور كبير في اختيار الاستراتيجيات بينما يظل دور املؤهل العلمي محدودا والى أن الاستراتيجية الواحدة ال تغطي مهام إلاشراف التربوي الشامل بل يجب على املشرف أ و املدير أن يستنبط من جميع الاستراتيجيات استراتيجية خاصة تغطي جميع مهامه وتناسب املوقف أما الضمور )2004( فقد اجرى بحثا بعنوان "أساليب تعامل املشرفين التربويين في ماردن مع الصراع التنظيمي" وقد توصل الباحث الى أن املشرفين يستخدمون جميع ماساليب وبالترتيب مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 110 العدد )06(

5 التنازلي التعاون التسوية وإلاحالة ملستوى أعلى التجنب واستخدام السلطة والى أنه ال توجد فروق في درجة ممارسة املشرفين ألساليب التعامل مع الصراع تعزى ملتغيري الخبرة واملؤهل العلمي والى أنه توجد فروق في درجة ممارسة املشرفين ألساليب: التسوية والتجنب واستخدام السلطة تعزى ملتغير إلاقليم ومن أبرز توصيات الدراسة بناء برنامج تدريبي لتدريب املشرفين التربويين على أساليب التعامل مع الصراع التنظيمي أما الحازمي )2005( فقد أجرى دراسة بعنوان "استراتيجيات إدارة الصراع التنظيمي وتأثيرها على نتائج إدارة الصراع في مدارس املرحلة املتوسطة في مدينة مكة املكرمة" وقد انتهى الباحث الى أن أبرز الاستراتيجيات املتبعة في إدارة الصراعات التنظيمية من قبل مديري ومديرات املرحلة املتوسطة في مدينة مكة املكرمة من وجهة نظر املعلمين واملعلمات هي استراتيجيات التعاون وأن أبرز النتائج املترتبة على الصراع داخل مدارس املرحلة املتوسطة هي فعالية إلادارة يليها إحداث التغيير. - أهمية الدراسات السابقة للدراسة الحالية: أفادت الدراسات السابقة الدراسة الحالية من حيث أنها حققت ما يلي: - الوقوف على إلاطار النظري للصراع التنظيمي وتحديد استراتيجيات إدارة الصراع املستخدمة من طرف القادة التربويين )املشرفون املديرون( مع املعلمين في املدارس. - قدمت توضيحا عن مصادر الصراع التنظيمي في املدارس وبينت استراتيجيات إدارته ونتائجه إلايجابية والسلبية على الفرد واملدرسة والصفات الشخصية الالزمة للقادة التربويين للتعامل مع الصراعات في مدارسهم. - تكوين تصور شامل ملوضوع الدراسة الحالية من حيث ماهداف وماهمية واختيار العينة ومنهج الدراسة وإعداد الاستبانة الخاصة بالدراسة الحالية من حيث املجاالت والعبارات التي يحتويها كل مجال وماساليب إلاحصائية وكيفية املعالجة إلاحصائية وعرض النتائج ومناقشتها وتفسيرها. وعليه يمكن القول إن الدراسات السابقة لها أهمية كبيرة في تعزيز الدراسة الحالية وإنضاج مساراتها رغم وجود بعض الاختالفات في ماهداف أو مادوات أو ماساليب وإن لتنوع الدراسات السابقة وتناولها جوانب كثيرة من الصراع التنظيمي قد أكسب الباحث سعة الاطالع فيما يتعلق بموضوع الدراسة الحالية. - إلاطار النظري: - إدارة الصراع التنظيمي: الصراع في النظم أمر محتوم وال بد منه والنظام التربوي ال يشذ عن هذه الحقيقة والصراع غالبا ما يزداد في فترات التطوير والتغيير مادام هنا ك تفاعل ونقاش فال مناص من أن يكون متوقعا في مؤسسات تستخدم أسلوب قيادة جماعية. وهنا يجب مالحظة أن إدارة الصراع ال تعني التقليل من حجم الصراع وإنما رفع سوية الصراع إذا كان أقل مما يجب بمعنى إذا كان الصراع ضعيفا فعلى القائد التربوي استثارة معل ميه على رفع مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 111 العدد )06(

6 أساليب املناقشة إلى حد املقبول واملتوسط وإذا كان الصراع مرتفعا فيجب على القائد التربوي أن يعمل على فضه والتقليل منه إلى حد املقبول )محمد, 2002 ص. 312 (. وللتعامل مع الصراع توجد عدة أساليب يمكن لإلدارة أن تستخدمها لكن يجب أن نالحظ أن وال يوجد أسلوب واحد يمكن استخدامه في كل ماحوال وفي التعامل مع كل الصراعات بل إن معظم هذه ماساليب مكملة لبعضها البعض وال يمكن الاعتماد على أسلوب واحد دون ماساليب ماخرى )السالم 1990 ص. 89 (. وترتبط فعالية أي أسلوب يمكن استخدامه بعدة متغيرات منها: -موضوع الصراع وأطرافه وما يحملونه من قيم واتجاهات كذلك للبيئة التي ينشأ فيها الصراع لها تأثيرها على اختيار ماسلوب املناسب للتعامل مع الصراع ومدى نجاحه )النمر 1994 ص. 55 (. وتزخر أدبيات البحث بالعديد من ماساليب التي تساعد على إلادارة الفعالة وإلايجابية للصراعات مما تلعب دورا هاما في توفير بيئة ومناخ بين أطراف الصراع يؤدي إلى مخرجات إيجابية منتجة تزيد من إحساس النظام بصحته وقدرته على التعامل الناجح مع أهدافه ومراميه وفي هذا السياق سنتناول أهم استراتيجيات إدارة الصراع على مستوى مافراد والتي سنعرضها فيما يلي: - أساليب إدارة الصراع بين ألافراد: إلدارة الصراع على مستوى مافراد فقد رصد كل من توماس وكلمان kelman) (Thomas and أداة إلدارة الصراع بخمسة أساليب تتضمن بعدين يشكالن مفاهيم الصراع وهما كما يسميهما أيضا سلوكان حرجان: أ- بعد التعاون: ويمتد من درجة غير متعاون إلى درجة متعاون ويحدد هذا البعد الدرجة التي يصلها الفرد في إشباع حاجات الطرف لاخر ويضع باعتباره حاجات لاخرين ومصالحهم. ب- بعد الحزم التوكيدي: ويمتد من درجة غير حازم إلى درجة حازم ويعدد هذا البعد الدرجة التي يصل إليها الفرد في إشباع حاجاته ويؤكد تحقيق حاجاته بغض النظر عن حاجات لاخرين وينتج من توحيد هذين البعدين خمسة أساليب إلدارة الصراع وهي كما يلي: - ألاسلوب التعاوني: أ و النمط التشاركي ويعطي هذا ماسلوب أهمية لألهداف الشخصية في وقت واحد ويقوم على افتراض مؤداه أنه يجب الاعتراف بجميع ماهداف وإشباعها ويستعمل هذا ماسلوب حل املشكالت كنهج عام للتغلب على الصراع كما يؤكد بشكل واضح تقبل الشعور والتسامح في الاختالفات وتبذل في هذا ماسلوب محاوالت للعمل معا للتوصل إلى حلول مقبولة عند أطراف الصراع ويدعو هذا ماسلوب إلى استعمال الاستقصاء املفتوح لتطوير بدائل خالفة من الحلول. - أسلوب التسوية: أ و نمط املصالحة وهذا ماسلوب محاولة إليجاد حل مالئم مقبول يرض ي جزئيا كل طرف من ماطراف ففيه يربح كل طرف شيئا كما يخسر شيئا ويمكن النظر إلى هذا ماسلوب على أنه أسلوب إقناع ومناورة بغية إيجاد حل وسط في ماغلب ويؤدي هذا ماسلوب إلى تسويات مؤقتة. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 112 العدد )06(

7 - أسلوب املستسلم الخاسر: أ و أسلوب املجاملة هو أسلوب تعاوني غير بات ويعمل هذا ماسلوب على إرضاء لاخرين على حساب اهتمامات الفرد الخاصة ويتم في هذا ماسلوب املحافظة على العالقة الذاتية وإلاذعان ألهداف لاخرين ويتضمن هذا ماسلوب أنه من مافضل للمرء في تجاهل الخالفات بدال من املخاطرة فيها. - أسلوب الرابح- الخاسر أو أسلوب التنافس: وه و أسلوب بات وغير تعاوني وفيه يستعمل الفرد كل ما لديه من قوة لتحقيق هدفه فالخسارة فيه تعني فقدان املكانة وقلة الكفاءة ويغلب على هذا ماسلوب السلوك العدواني الجامد املتعنت وغير املعقول وفيه قد يستخدم الفرد القمع وإلاكراه. - أسلوب الخاسر املتخلي أو أسلوب التجنب: ويحمي هذا ماسلوب الفرد من خوض معركة مع لاخرين يشعر أنه لن يربحها ويظهر تجنب الفرد ملقارعة لاخرين في انسحابه من الخالفات وتسويفه فيها أو تجاهلها ومع أن هذا ماسلوب يتصف بالتسامح املوضوعي غير املتأثر باألشخاص إال أنه قد يؤدي بصاحبه إلى إلاحباط والحقد )إيزابيل وجين 1997 ص. 221 (. - إلاطار امليداني: - منهج الدراسة: اعتمدت الدراسة الحالية املنهج الوصفي الذي يعد من املناهج الواسعة الاستخدام في مثل هذه الدراسات وذلك ألنه منهج يهتم بوصف الظاهرة وجمع الحقائق واملعلومات عنها وتقييم هذه الظاهرة في ضوء ما ينبغي أن تكون عليه في ضوء معايير أ و قيم واقتراح الخطوات التي يجب أن تكون عليها )شحاتة 2001 ص. 85(. - عينة الدراسة: انسجامها مع هدف الدراسة ومن أجل انتقاء عينة ممثلة تمثيال كامال للمجتمع والنتشار مجتمع الدراسة على منطقة شاسعة )البلديات الجنوبية( من والية املسيلة ولعدم توفر قائمة بأسماء أفراد املجتمع قام الباحثان باختيار عينتي الدراسة )عينة املفتشين وعينة املعلمين( كالتالي: - عينة مفتش ي التعليم الابتدائي: قام الباحثان باختيار عينة عشوائية بسيطة قدرها )10( مفتشين من بين )21( مفتشا تربويا وبنسبة )%47.61( من مجتمع املفتشين بهذه املقاطعة التعليمية. - عينة املعلمين: الختيار عينة املعلمين لجأ الباحثان إلى املعاينة العنقودية العشوائية حيث تم اختيار عينة أساسية للدراسة بلغ عدد مفرداتها )157( معلما ومعلمة بنسبة )%08.47( من املجتمع ماصلي للدراسة وتعد هذه النسبة مقبولة إذ يشير زيتون )1984( أن نسبة )%5 -%10( من مفردات مجتمع البحث هي نسبة مقبولة )زيتون 1984 ص. 19 (. - أداة الدراسة: قام الباحثان باعتماد أداة جاهزة )أداة أساليب تعامل املشرفين التربويين في ماردن مع الصراع التنظيمي للباحث سامي أحمد فالح الضمور( وذلك ملالئمتها لتحقيق أهداف الدراسة الحالية. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 113 العدد )06(

8 املجال الرقم - الخصائص السيكومترية ألداة الدراسة: - صدق املحكمين: للتأكد من ماداة من خالل صدق املحكمين قام الباحثان بعرض أداة الدراسة على عدد من املحكمين )أساتذة مختصين ومشرفين تربويين( وذلك بهدف معرفة مدى املالئمة للبيئة التعليمية الجزائرية ومدى تحقيقها ألهداف الدراسة وقد أجمع املحكمون على صالحية ماداة للدراسة. - الصدق الذاتي: قام الباحثان بحساب الصدق الذاتي ألداة الدراسة والتي بلغت )0.92( وهذه قيمة يمكن الوثوق بها العتبار ماداة صادقة. - الثبات: قام الباحثان بحساب الثبات بطريقة التجزئة النصفية والذي بلغ )0.74( وهذا يدل على أن أداة الدراسة تتمتع بدرجة مقبولة من الثبات تطمئن الباحث إلى تطبيقها على عينة الدراسة. - تصحيح أداة الدراسة: اعتمد الباحثان نموذج التصحيح التالي )دائما غالبا أحيانا نادرا أبدا( وفق تدرج ليكرت الخماس ي ) ( على التوالي وجميع الفقرات إيجابية التصحيح ويتم احتساب درجة كل مستجيب بجمع درجاته على كل مجال ثم جمع درجاته على كل املجاالت للحصول على الدرجة الكلية لالستمارة وتتراوح الدرجة الكلية للمستجيب على ماداة بين )46 و 230 ( والدرجة ماقل من املتوسط النظري لألداة الذي يساوي )138( تعنى مستوى ممارسة متدني والدرجة املساوية للمتوسط النظري السابق تعني مستوى ممارسة متوسط والدرجة ماكبر من املتوسط النظري السابق تعني مستوى ممارسة عال وتنطبق نفس القاعدة على املجاالت وعلى الفقرات. - عرض وتحليل ومناقشة نتائج الدراسة: - عرض وتحليل ومناقشة نتائج السؤال الرئيس ي ألاول: ما مستوى ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي من وجهة نظر املفتشين أنفسهم لإلجابة على هذا السؤال قام الباحثان بحساب اختبار )ت( للفروق عن املتوسط النظري لعينة واحدة وذلك ملعرفة الفرق بين قيمة متوسط استجابات املفتشين حول ممارستهم ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي وقيمة املتوسط النظري لألداة واملقدرة ب )138( وتم الحصول على النتائج التالية: جدول رقم )01(: نتائج إلاحصاء الوصفي للسؤال الرئيس ي ألاول. الفقرات املتوسط الانحراف التعاون يناقش املشرف التربوي موضوع الصراع مع الطرف لاخر بشكل مباشر. ييهئ املناخ املالئم لحل الصراع مع الطرف ماخر. 1 2 مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 114 العدد )06(

9 يسعى إليجاد قرار جماعي حول موضوع الصراع يتبادل وجهات النظر مع الطرف لاخر إليجاد حل ألي موقف مشكل يتعاون مع الطرف لاخر لحل الصراعات بشكل مرض يحرص على اهتمامات ورغبات لاخرين وتحويلها إلى قرار جماعي يتقبل وينفتح على الطرف لاخر للوصول إلى حل مرض يشجع ماطراف ماخرى على سياسة ماخذ والعطاء والحوار البناء املجال ككل يجامل ماطراف جميعا حتى ول وكان ذلك على حساب العمل يهتم برغبات لاخرين لتكون موضع التقدير يوافق على وجهات نظر لاخرين على الرغم من عدم اقتناعه بها يحرص على مراعاة شعور لاخرين وتجنب إحراجهم املجاملة يركز في لقاءاته مع ماطراف ماخرى مواضيع الاتفاق ويهمل مواضيع الاختالف يخفي الغضب أمام الطرف لاخر حفاظا على العالقات الطيبة معه يهمل بعض اهتماماته ليرض لاخرين يعمل ما ال يقتنع به ليرض ي ماطراف ماخرى املجال ككل يمارس صالحياته إلنهاء الصراع عالقته مع املعلمين عالقة مامرالناهي يستعمل الشدة والحزم لتحقيق أهداف العمل يهتم بنفسه على حساب الاهتمام بحاجات لاخرين املنافسة يعبر عن رأيه بلغة مباشرة وقوية إلصدار الحكم. بين منطقية موقفه للطرف لاخر لحثه على تقديم تنازالت في مجال العمل ينتقد املعلمين الذين ال يؤدون متطلبات عملهم املجال ككل مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 115 العدد )06(

10 التسوية التجنب إلاحالة ملستوى أعلى يقترح حلوال تتضمن وجهات نظر لاخرين. 24 يوازن بين عمليتي )الربح - والخسارة( وصوال إلى الاتفاق مع الطرف لاخر. 25 يبحث عن حلول وأراء وسطية لحل الخالفات. 26 يتنازل عن بعض املطالب ويتقبل مطالب أخرى تسهيال للوصول إلى حل وسط. 27 املشرف مع املقولة )أعرف أنك املخطئ -وأود مساعدتك لتجاوز الخطأ(. 28 يوافق على إشراك -وسيط- لحل تعقد املشكلة. 29 يعزز القواسم املشتركة في صراعه مع ماطراف ماخرى. 30 يسعى إلعطاء كل طرف من ماطراف املشتركة في الصراع جزءا مما يطلبه. 31 املجال ككل يبتعد عن املوضوعات التي تسبب الصراعات. 32 يتفادى كل موقف يقود إلى جدل ونقاش غير مجد. 33 يستعمل اللطف والدبلوماسية إلنهاء قضايا مختلف عليها. 34 يتجاهل أي موضوع قد يغضب لاخرين. 35 يتغاضى عن أسباب الصراعات واملواقف املشكلة بعض الوقت لتهدئة املوقف. 36 يقلل من زيارة املدارس التي تزداد فيها احتمالية الصراعات. 37 يحتفظ بخالفاته مع املعلمين لنفسه لتجنب املشاعر السلبية. 38 املجال ككل يتابع موضوعات الصراع مع املسؤولين في مديرية التربية. 39 يطلب من املسؤولين في املديرية اتخاذ قرارات لحل املشكلة في امليدان. يرفع أي موقف مشكل للمسؤولين في املديرية إذا ما تشدد أحد ماطراف وأظهر عدم التعاون. يطلب من املسؤولين في املديرية عدم التعاون مع من ال يتعاون معه لتحقيق ماهداف املشتركة. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 116 العدد )06(

11 إذا لم تكف الصالحيات املمنوحة للمشرف التربوي لحل الصراع فيحيلها إلى مستوى أعلى لتوافر الصالحيات لحلها. تدخل مدير التربية لحل صراعات امليدان التربوي )املدرسة( بين املشرفين واملعلمين أكثر فعالية. يتعامل مدير التربية بفعالية عند تحويل موقف مشكل من املدرسة. يتخذ مدير التربية قرارات لكل من ال يتعاون من املعلمين في امليدان التربوي )املدرسة( مع املشرفين. املجال ككل أساليب التعامل مع الصراع التنظيمي الخطأ املعياري للمتوسط جدول رقم )02( نتائج اختبار )ت( لعينة واحدة للسؤال الرئيس ي ألاول. املتوسط النظري يساوي 138 الفرق في املتوسط الداللة درجة الحرية قيمة ت -12,00 0,02 9-2,66 أساليب التعامل مع الصراع التنظيمي )01( أن متوسط استجابات املفتشين حول ممارسة مفتش ي نالحظ من خالل الجدول رقم التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي بلغ )126,00( وهذه القيمة أصغر من قيمة املتوسط النظري املقدر ب )138( كما نالحظ أن القيم تتميز بالتشتت نسبيا من خالل قيمة الانحراف املعياري البالغة )14,22( وهي قيمة معتبرة ومن خالل قيمة الخطأ املعياري للمتوسط البالغة )49.4( وهي قيمة ضئيلة هذا ما يدل على أن قيمة املتوسط الحسابي املستخرج من استجابات العينة يمثل املجتمع تمثيال دقيقا. عند درجة الحرية )9( ومن خالل الجدول رقم )02( نالحظ أن قيم )ت( البالغة )2.66-( بداللة إحصائية )0.02( وهي أصغر قيمة من )0.05( تدل على أن الفرق دال إحصائيا لصالح املتوسط النظري ومنه فإن مستوى ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي متدني. ( نالحظ أن ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي أما من خالل الرجوع إلى الجدول رقم )01 الصراع التنظيمي بحسب املجاالت تميز بالتفاوت حيث جاءت مرتبة كالتالي: )التعاون ألساليب التسوية املجاملة إلاحالة ملستوى أعلى املنافسة التجنب( وعلى العموم نستخلص أن أغلب مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 117 العدد )06(

12 املجاالت كان أداؤها أعلى من املتوسط بقليل باستثناء مجال )التجنب( كان أداؤه متدنيا وتعني هذه النتيجة أن املفتشين التربويين يقومون باستخدام جميع ماساليب وأن ماسلوب الواحد ال يغطي هذا الاهتمام فيحاولون بذلك استنباط من جميع هذه ماساليب أسلوب خاص بهم يغطي جميع مهامهم ويناسب املواقف املختلفة للصراعات املدرسية. أما ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي بحسب الفقرات املكونة للمجاالت فتقاربت املتوسطات الحسابية لها في مجال وتفاوتت في مجال آخر ويمكن التفصيل في ذلك على النحو التالي: - مجال )التعاون(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )4.40( وبانحراف معياري )0.22( للفقرة )08( وحد أدنى )3.20( وبانحراف معياري )0.38( للفقرة )01( وجاءت جميع فقراته بنتيجة عالية وقد تعود هذه النتيجة إلى أن اختيار املفتشين لهذا ماسلوب يعزى إلى وعيهم باملشكالت التي تحدث باملدارس والتعامل معها للتوصل إلى حلول مقبولة لكل طرف من أطراف الصراع وقد يعزى أيضا إلى معرفتهم باملعلمين من خالل الاتصال بهم والتعاون معهم مما يعزز الشعور الايجابي لديهم ويخلق فيهم قوة دافعية لتحقيق مصالح املدرسة كما تعزى أيضا إلى تمكنهم من ماساليب القيادية الحديثة التي تتطلب من املفتش التربوي أن يكون فاعال متفاعال وملتزما بالعمل املنتج فضال عن اهتمامه بالبعد إلانساني من أجل العمل على تالقي وتواصل أهداف املعلمين مع أهداف املدرسة. - مجال )املجاملة(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )4.00( وبانحراف معياري )0.39( للفقرة )14( وحد أدنى )2.10( وبانحراف معياري )0.34( للفقرة )09( وجاءت الفقرات ) ( بمستوى ممارسة متدنية أما الفقرات )10 14( فجاءت بمستوى ممارسة عالية وقد تعود هذه النتيجة حسب رأي الباحثين إلى أن املفتشين أحيانا يلجؤون إلى استخدام هذا ماسلوب عندما تكون املشكالت املدرسية غير ذات أهمية تتطلب منهم جهدا معتبرا إليجاد الحلول لها ويتم اللجوء إلى هذا ماسلوب إذا كان الصراع قائما على اختالف الشخصية ألطراف الصراع وهذا ماسلوب فاعليته قليلة في التعامل مع املشكالت املدرسية. - مجال )املنافسة(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )4.00( وانحراف معياري )21.0( للفقرة )17( وحد أدنى )2.10( وبانحراف معياري )0.37( للفقرة )20( وجاءت أغلب الفقرات بمستوى ممارسة عالية باستثناء الفقرات )18 20( 19 بمستوى ممارسة متدنية ويرى الباحثان أن املفتشين التربويين يلجؤون إلى هذا ماسلوب إذا كانت املشكلة طارئة تتطلب تصرفا سريعا من قبلهم وذلك باستخدام أدوات السلطة والقوة والصالحيات وهذا ماسلوب يقلل الدافعية للعمل إذا تم استخدامه بشكل واسع من قبل املفتشين. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 118 العدد )06(

13 - مجال )التسوية(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )4.30( وبانحراف معياري )0.15( للفقرة )26( وحد أدنى )3.20( وبانحراف معياري )0.20( للفقرة )29( وجاءت جميع الفقرات بمستوى ممارسة عالية ويرى الباحثان أن املفتشين يلجؤون إلى ماسلوب عندما تتساوى قوة طرفي الصراع فمن خالل املفاوضات فيحاولون التقليل من نقاط الخالف والتركيز على وجود مصالح مشتركة عن طريق التنازل عن بعض املطالب مقابل تضحية الطرف ماخر ببعض مطالبه للوصول إلى حل وسط يرض ي جزئيا رغبات أطراف الصراع وهذا ماسلوب يضمن حال ملعظم الصراعات املدرسية وال ينتج طرفا رابحا وطرفا خاسرا ويمكن استخدامه من قبل املفتشين للوصول إلى تسوية مؤقتة للمسائل العالقة وحلول عاجلة في حال ضيق الوقت. - مجال )التجنب(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )2.70( وبانحراف معياري )0.53( للفقرة )32( وحد أدنى )1.78( وبانحراف معياري )0.22( للفقرة )33( وجاءت جميع فقرات هذا املجال بمستوى ممارسة متدنية ويرى الباحثان أن املفتشين يستخدمون هذا ماسلوب عن طريق إهمالهم أو تجاهلهم ملواقف الصراع كلية وتهربهم من املسؤولية وانسحابهم من الصراع على أمل أن يتحسن املوقف من تلقاء نفسه بمرور الوقت وكمحاولة منهم للحفاظ على الهدوء النسبي ويرى الباحثان أن استخدام أسلوب التجنب يكون مناسبا في حالة املشكالت القليلة ماهمية أ و إذا كان هناك آخرون قادرين على إدارة الصراع أفضل من رؤسائهم مثل أحد املرؤوسين وغالبا فإن أسلوب التجنب يؤدي إلى نتائج سلبية تعوق عملية تحقيق ماهداف. - مجال )إلاحالة ملستوى أعلى(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )4.30( وبانحراف معياري )0.33( للفقرة )41( وحد أدنى )1.90( وانحراف معياري )0.18( للفقرة )44( وجاءت أغلب الفقرات بمستوى ممارسة عالية باستثناء الفقرتين )44 45( بمستوى ممارسة متدنية ويرى الباحثان أن املفتشين يستخدمون هذا ماسلوب عندما تتجاوز بعض املشكالت املدرسية سلطتهم وصالحياته فيلجؤون إلى إشراك مديرية التربية في إيجاد حلول لها وتدخل مديرية التربية في إيجاد حلول لبعض املشكالت املدرسية يحقق التكامل في السلطات والصالحيات املمنوحة. وتتفق نتيجة الدراسة الحالية مع ما توصلت إليه دراسة سامي )2004( التي أشارت إلى أن املشرفين التربويين يستخدمون جميع ماساليب وأن أسلوب التعاون يعتبر كأبرز أسلوب متبع من قبل املشرفين التربويين كما تتفق مع دراسة الحازمي )2005( التي أشارت إلى استراتيجية التعاون كأبرز استراتيجية متبعة من قبل مديري ومديرات املرحلة التعليمية املتوسطة وتختلف نتيجة هذه الدراسة مع دراسة السلمي )2004( حيث أشارت إلى أن املشرفين أكثر ميال إلى تطبيق استراتيجيتي املشاركة والتسوية. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 119 العدد )06(

14 - عرض وتحليل ومناقشة نتائج السؤال الرئيس ي الثاني: ما مستوى ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي من وجهة نظر املعلمين لإلجابة على هذا السؤال قام الباحثان بحساب اختبار ت للفروق عن املتوسط النظري لعينة واحدة test( )one sample وذلك ملعرفة الفرق بين قيمة متوسط استجابات املعلمين حول ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي وقيمة املتوسط النظري لألداة املقدرة ب )138( وتم الحصول على النتائج التالية: جدول )03(: نتائج إلاحصاء الوصفي للسؤال الرئيس ي الثاني. املجال التعاون املجاملة الرقم الفقرات يناقش املشرف التربوي موضوع الصراع مع الطرف لاخر بشكل مباشر. 1 ييهئ املناخ املالئم لحل الصراع مع الطرف ماخر. 2 يسعى إليجاد قرار جماعي حول موضوع الصراع. 3 يتبادل وجهات النظر مع الطرف لاخر إليجاد حل ألي موقف مشكل. 4 يتعاون مع الطرف لاخر لحل الصراعات بشكل مرض. 5 يحرص على اهتمامات ورغبات لاخرين وتحويلها إلى قرار جماعي. 6 يتقبل وينفتح على الطرف لاخر للوصول إلى حل مرض. 7 يشجع ماطراف ماخرى على سياسة ماخذ والعطاء والحوار البناء. 8 املجال ككل يجامل ماطراف جميعا حتى ول وكان ذلك على حساب العمل. 9 يهتم برغبات لاخرين لتكون موضع التقدير. 10 املتوسط 2.25 الانحراف يوافق على وجهات نظر لاخرين على الرغم من عدم اقتناعه بها. يحرص على مراعاة شعور لاخرين وتجنب إحراجهم. يركز في لقاءاته مع ماطراف ماخرى مواضيع الاتفاق ويهمل مواضيع الاختالف مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 120 العدد )06(

15 املنافسة يخفي الغضب أمام الطرف لاخر حفاظا على العالقات الطيبة معه. 14 يهمل بعض اهتماماته ليرض لاخرين. 15 يعمل ما ال يقتنع به ليرض ي ماطراف ماخرى. 16 املجال ككل يمارس صالحياته إلنهاء الصراع. 17 عالقته مع املعلمين عالقة مامر الناهي التسوية يستعمل الشدة والحزم لتحقيق أهداف العمل. يهتم بنفسه على حساب الاهتمام بحاجات لاخرين. يعبر عن رأيه بلغة مباشرة وقوية إلصدار الحكم. بين منطقية موقفه للطرف لاخر لحثه على تقديم تنازالت في مجال العمل. ينتقد املعلمين الذين ال يؤدون متطلبات عملهم. املجال ككل يقترح حلوال تتضمن وجهات نظر لاخرين. 24 يوازن بين عمليتي )الربح والخسارة( وصوال إلى الاتفاق مع الطرف لاخر. 25 يبحث عن حلول وأراء وسطية لحل الخالفات. 26 يتنازل عن بعض املطالب ويتقبل مطالب أخرى تسهيال للوصول إلى حل وسط. 27 املشرف مع املقولة )أعرف أنك املخطئ -وأود مساعدتك لتجاوز الخطأ(. 28 يوافق على إشراك -وسيط- لحل تعقد املشكلة. 29 يعزز القواسم املشتركة في صراعه مع ماطراف ماخرى. 30 يسعى إلعطاء كل طرف من ماطراف املشتركة في الصراع جزءا مما يطلبه املجال ككل مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 121 العدد )06(

16 التجنب إلاحالة ملستوى أعلى يبتعد عن املوضوعات التي تسبب الصراعات. يتفادى كل موقف يقود إلى جدل ونقاش غير مجد. يستعمل اللطف والدبلوماسية إلنهاء قضايا مختلف عليها. يتجاهل أي موضوع قد يغضب لاخرين. يتغاضى عن أسباب الصراعات واملواقف املشكلة بعض الوقت لتهدئة املوقف. يقلل من زيارة املدارس التي تزداد فيها احتمالية الصراعات. يحتفظ بخالفاته مع املعلمين لنفسه لتجنب املشاعر السلبية. 38 املجال ككل يتابع موضوعات الصراع مع املسؤولين في مديرية التربية. 39 يطلب من املسؤولين في املديرية اتخاذ قرارات لحل املشكلة في امليدان. 40 يرفع أي موقف مشكل للمسؤولين في املديرية إذا ما تشدد أحد ماطراف وأظهر عدم التعاون. 41 يطلب من املسؤولين في املديرية عدم التعاون مع من ال يتعاون معه لتحقيق ماهداف املشتركة. 42 إذا لم تكف الصالحيات املمنوحة للمشرف التربوي لحل الصراع فيحيلها إلى مستوى أعلى لتوافر الصالحيات لحلها. 43 تدخل مدير التربية لحل صراعات امليدان التربوي )املدرسة( بين املشرفين واملعلمين أكثر فعالية. 44 يتعامل مدير التربية بفعالية عند تحويل موقف مشكل من املدرسة. 45 يتخذ مدير التربية قرارات لكل من ال يتعاون من املعلمين في 46 امليدان التربوي )املدرسة( مع املشرفين. املجال ككل أساليب التعامل مع الصراع التنظيمي الخطأ املعياري للمتوسط مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 122 العدد )06(

17 جدول رقم )04(: نتائج اختبار )ت( لعينة واحدة للسؤال الرئيس ي الثاني املتوسط النظري يساوي 138 الفرق في املتوسط قيمة ت درجة الحرية الداللة أساليب التعامل مع الصراع التنظيمي من خالل الجدول رقم )03( نالحظ أن متوسط استجابات املعلمين حول ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي بلغ )115.25( وهذه القيمة أصغر من قيمة املتوسط النظري املقدر ب )138( كما نالحظ أن القيم تتميز بالتشتت نسبيا من خالل قيمة الانحراف املعياري البالغة )25.07( وهي قيمة معتبرة ومن خالل قيمة الخطأ املعياري للمتوسط البالغة )2.00( وهي قيمة ضئيلة هذا ما يدل على أن قيمة املتوسط الحسابي املستخرج من خالل استجابات العينة يمثل املجتمع تمثيال دقيقا. ومن خالل الجدول رقم )04( نالحظ أن قيمة )ت( البالغة )11.36-( عند درجة الحرية )156( بداللة )0.00( وهي أصغر من )0.05( تدل على أن الفرق دال إحصائيا لصالح املتوسط النظري ومنه فإن مستوى ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي متدني. أما من خالل الرجوع إلى الجدول رقم )03( نالحظ أن ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي بحسب املجاالت تميز بالتفاوت وجاءت كالتالي: )املجاملة إلاحالة ملستوى أعلى املنافسة التسوية التجنب التعاون( وعلى العموم نستخلص أن أغلب املجاالت كان أداؤها أعلى من املتوسط ولم ترق إلى املستوى العالي وهذا ما يؤكد ضعف كفايات مفتش ي التعليم الابتدائي في إدارة الصراعات املدرسية. أما ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي بحسب الفقرات املكونة للمجاالت فكانت قيم املتوسطات الحسابية لها تقع أغلبها ضمن مستوى املمارسة املتوسطة وإن تقاربت في مجال وتفاوتت في مجال آخر ويمكن التفصيل فيها على النح و التالي: - مجال )التعاون(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )2.44( وبانحراف معياري )1.11( للفقرة )06( وحد أدنى )2.01( وبانحراف معياري )1.04( للفقرة )05( وجاءت جميع فقراته بنتيجة متدنية باستثناء الفقرة )06( جاءت بنتيجة متوسطة ويستعمل هذا ماسلوب عندما يواجه املفتش التربوي قضايا خالف باملدارس التي يشرف عليها فييهئ املناخ املالئم لحل الصراع مع السعي إليجاد قرار جماعي حول موضوع الخالف من خالل تبادل وجهات النظر مع الطرف لاخر إليجاد حل ألي مشكلة. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 123 العدد )06(

18 وتعود نتيجة هذا املجال ربما إلى عدم اهتمام املفتشين التربويين بهذا ماسلوب في ممارساتهم إلاشرافية رغم انه ماكثر نفعا لهم حيث ينتقل باملوقف التربوي من حالة الصراع إلى حالة التعاون. وأيضا قد تعزى هذه النتيجة ربما لعدم اقتناع فئة املفتشين التربويين بهذا ماسلوب في معالجة املشكالت املدرسية وذلك ألنهم يرون انه يقلل من هيبتهم واحترامهم أمام املعلمين وهذا من ممارسات اشراف التفتيش أو لعدم أهمية هذه املشكالت املدرسية في املجتمعات املدرسية التي يشرفون عليها. - مجال )املجاملة(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )3.60( وبانحراف معياري )1.08( للفقرة )16( وحد أدنى )2.34( وبانحراف معياري )1.03( للفقرة )14( وجاءت أغلب الفقرات بنتيجة متوسطة ويرى الباحثان أن السبب في ذلك يعود إلى أن مفتش ي التعليم الابتدائي يستعملون الدبلوماسية ومع مراعاة شعور املعلمين ورغباتهم لتكون موضع التقدير محافظة على العالقات إلايجابية وعدم إحراج لاخرين وألن طبيعة هذا ماسلوب تقلل من الاختالف وتتجه إلى الاتفاق إلزالة أي صراع مع مرور الوقت أ و يحاول مفتش التعليم الابتدائي استخدام هذا ماسلوب لتجاوز أي صراع حتى يمكن إزالة أي عراقيل أمام العملية إلاشرافية وهذا ماسلوب يتجاوز الحلول ملختلف املشكالت املدرسية وال يمكن أن يكون فعاال ملختلف ماطراف في الفضاء الاجتماعي املدرس ي. - مجال )املنافسة(: كانت املتوسطات لفقراته بين حد أعلى معياري )3.72( وبانحراف معياري )1.13( للفقرة )20( وحد أدنى )2.18( وبانحراف معياري )1.15( للفقرة )23( وجاءت أغلب فقراته بنتيجة متوسطة وجاءت الفقرة )20( بنتيجة مرتفعة والفقرة )23( بنتيجة متدنية ويعود استخدام هذا ماسلوب بمستوى ممارسة متوسطة ملحدودية الصالحيات والسلطات التي يملكها املفتش التربوي ولقناعة هذا ماخير أن ماعمال التي يمارسها في املدارس والفصول ال تحتاج إلى السلطة والقوة وأن لغة التهديد ال تؤدي إلى حلول صحية ومناخ إيجابي وألن هذا ماسلوب سيؤدي إلى صراع كامن يمكن أن يعرقل العلمية إلاشرافية ومن ثم العملية التعليمية وتكون الحلول باستخدام هذا ماسلوب مؤقتة وال تزيح املشكالت املدرسية ويبقى التقدير والاحترام املتبادل الحل مانسب. - مجال )التسوية(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )2.68( وبانحراف معياري )1.19( للفقرة )28( وحد أدنى )2.08( وبانحراف معياري )1.01( للفقرة )26( وجاءت أغلب فقراته نتيجة متوسطة باستثناء الفقرتين )24 26( بنتيجة متدنية وممارسة املفتش التربوي لهذا ماسلوب تقع ضمن املستوى املتوسط حسب استجابات املعلمين وتعود هذه النتيجة ربما لسطحية املشكالت ولعدم اقتناع املفتش التربوي أن القضايا املختلف عليها قليلة ماهمية ال تستحق الاهتمام واعتقاده أن بعض أساليب إدارة الصراع ال تجدي في تحقيق جميع ماهداف. - مجال )التجنب(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )2.97( وبانحراف معياري )1.33( للفقرة )37( وحد أدنى )1.99( وبانحراف معياري )1.06( للفقرة )33( وجاءت أغلب فقراته بنتيجة مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 124 العدد )06(

19 متدنية ويتضح أن من يستعمل هذا ماسلوب ال يفضل مواجهة موقف الصراع بل يسعى إلى تجنبه مهما كانت نتيجة ذلك واملفتش الذي يفضل هذا ماسلوب يقلل من زيارة املدارس التي تزداد فيها احتمالية الصراعات ويتغاض ى عن أسباب الصراعات بعض الوقت لتهدئة املوقف ويحتفظ بخالفاته مع املعلمين لنفسه لتجنب املشاعر السلبية ويستعمل اللطف والدبلوماسية إلنهاء القضايا املختلف عنها مع تجاهل ألي موضوع قد يغضب لاخرين والانسحاب من املواقف التي يزيد فيها الخالف إلدراك املفتش التربوي أن هذه املواقف الخالفية تتطلب التهدئة وأن تجنبها يكون أفضل حل ألن الخوض فيها لن يحقق أهدافا ذات أثر إيجابي بل أن تجاهلها له فائدة أكثر أ و ألن هذه املشكالت ال يمكن حلها وتحتاج إلى جهد ووقت وجمع للمعلومات من أجل حلها أ و أن هذه املشكالت ليست لها ماهمية البالغة وجاءت نتيجة ممارسة هذا املجال متدنية ربما ألن املفتشين التربويين ال يمكنهم تجنب الكثير من الصراعات بل يتعاملون معها بأساليب أخرى. - مجال )إلاحالة ملستوى أعلى(: كانت املتوسطات الحسابية لفقراته بين حد أعلى )3.11( وبانحراف معياري )1.39( للفقرة )42( وحد أدنى )2.16( وبانحراف معياري )1.18( للفقرة )46( وجاءت جميع فقرات هذا ماسلوب بنتيجة متوسطة ويرى الباحثان أن السبب يعود في ذلك إلى أن املفتش التربوي يحاول احتواء املوضوع والسيطرة على الصراعات بأساليب أكثر فاعلية بدال من تصعيد املوقف ورفعه إلى مستوى أعلى كذلك لضعف صالحيات وسلطات املشرف التربوي فيحبذ هذا ماخير عدم رفع املشكالت ملستوى أعلى حتى ال يظهر هذا الضعف أمام املديرين واملعلمين لكن بعض املشكالت تحتاج إلى تدخل مديرية التربية ألن بعض الحلول تكون املديرية جزءا منها وتحتاج إلى قرار مشترك وكذلك ربما لعدم اقتناع أطراف الصراع بالحل الذي تم التوصل اليه ولعدم تعاون هذه ماطراف وجديتها في تحقيق ماهداف كذلك لعدم توافر املعلومات إال عند إلادارة العليا أو ربما للتعسف في استعمال الصالحيات والسلطات من بعض ماطراف املخولة بالسلطة فتدخل مديرية التربية بكسب إدارة الصراع فعالية أكثر ويحقق التكامل في املعلومات ويبين السلطات والصالحيات املمنوحة لكل طرف وبذلك تتحقق ماهداف املشتركة للجميع. ومما سبق نجد أن ممارسة أساليب إدارة الصراع من قبل مفتش ي التعليم الابتدائي جاءت ضمن املمارسة املتدنية حيث يتضح الضعف الكبير لدى مفتش ي التعليم الابتدائي في امتالك كفايات التعامل مع الصراع التنظيم رغم ماهمية البالغة إلدارة الصراعات املدرسية وذلك ربما ملحدودية صالحيات هذه الفئة في معالجة وحل مختلف املشكالت املدرسية وأن السلطة املباشرة لهم هي املخولة بذلك أ و ربما ألن تدريبهم في إدارة مختلف الصراعات لم يكن في املستوى املطلوب مما أثر على ضعف إمكاناتهم إلادارية والتربوية ومن ثمة ضعف امتالكهم ملهارات إدارة الصراعات في املواقف املدرسية مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 125 العدد )06(

20 املختلفة والاستفادة من أثارها إلايجابية أو ربما تجنبا ملختلف مواقف الصراعات وأن الخوض فيها يزيد من التوتر وعدم الاستقرار داخل املجتمعات املدرسية. وتتفق نتيجة هذه الدراسة مع ما توصلت إليه دراسة الحازمي )2005( التي أشارت إلى استراتيجية التعاون كأبرز استراتيجية متبعة من قبل مديري ومديرات املرحلة التعليمية املتوسطة وتختلف نتيجة هذه الدراسة مع دراسة قطن )2001( التي توصلت إلى ترتيب ماساليب ماكثر أهمية كالتالي )التعاون- الحل ماوسط- املجاملة- استخدام السلطة- الرفع ملستوى أعلى- التجنب( وكذلك تختلف نتيجة هذه الدراسة مع دراسة السلمي )2004( حيث أشارت إلى أن املشرفين أكثر ميال إلى تطبيق استراتيجيتي املشاركة والتسوية بينما الدراسة الحالية أظهرت استراتيجيتي املجاملة وإلاحالة ملستوى أعلى في مقدمة الترتيب وتختلف أيضا نتيجة الدراسة الحالية مع دراسة سامي )2004( التي أشارت نتائجها إلى أن املشرفين التربويين يستخدمون جميع ماساليب بالترتيب التنازلي: التعاون -السنوية - إلاحالة ملستوى أعلى - التجنب - استخدام السلطة(. - عرض وتحليل ومناقشة نتائج السؤال الفرعي: هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة )a 0.05( بين استجابات املفتشين واملعلمين في ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي لإلجابة على هذا السؤال قام الباحثان بحساب اختبار )ت( للفروق بين عينتين مستقلتين test) Independent )على samples مجاالت التعامل مع الصراع التنظيمي وتم الحصول على النتائج التالية: جدول رقم )05(: نتائج إلاحصاء الوصفي للسؤال الفرعي التعاون املجاملة املجال نوع التقويم العدد مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية املتوسط الحسابي 126 العدد )06( الانحراف املعياري الخطأ املعيار للمتوسط داخلي خارجي داخلي خارجي داخلي خارجي املنافسة داخلي خارجي التسوية داخلي التجنب

21 خارجي داخلي ملستوى إلاحالة خارجي أعلى داخلي أساليب التعامل مع الصراع خارجي التنظيمي جدول رقم )06(: داللة الفروق بين متوسطات استجابات املفتشين واملعلمين الداللة درجة الحرية ت الداللة اختبار ليفنس املجال التعاون املجاملة املنافسة التسوية التجنب إلاحالة ملستوى أعلى أساليب التعامل مع الصراع التنظيمي يتضح من خالل الجدول رقم )06( الذي يبين داللة الفروق بين استجابات املفتشين واملعلمين أن قيمة اختبار ليفنس ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي البالغة )1.01( بداللة إحصائية ( α=0.31( وهي أكبر من مستوى الداللة )0.05( ومنه نستنتج تجانس التباينات بين العينتين املستقلتين ونالحظ أن قيمة )ت( البالغة )1.33( عند درجة الحرية )165( بداللة إحصائية )α=0.18( وهي أكبر من مستوى الداللة )0.05( نستنتج أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا بين استجابات املفتشين واملعلمين حول ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي. أما بالنسبة ملجاالت التعامل مع الصراع التنظيمي نالحظ أن هناك فروقا ذات داللة إحصائية بين استجابات املفتشين واملعلمين في املجال ماول )التعاون( حيث بلغ املتوسط الحسابي املفتشين )32.40( وللمعلمين )17.06( وبانحرافات معيارية للمفتشين )4.67( وللمعلمين )5.58( ومن خالل الجدول رقم )06( بلغت قيمة )ت( )8.49( وهي قيمة دالة إحصائيا عند مستوى الداللة )α=0.00( وكان الفرق لصالح املفتشين. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 127 العدد )06(

22 كذلك هناك فروقا دالة إحصائيا بين استجابات املفتشين واملعلمين في املجال الرابع )التسوية( حيث بلغ املتوسط الحسابي للمفتشين )29.50( وللمعلمين )19.04( وبانحرافات معيارية للمفتشين )3.30( وللمعلين )6.22( ومن خالل الجدول رقم )06( بلغت قيمة )ت( )5.25( وهي قيمة دالة إحصائيا عند مستوى الداللة )α=0.00( وكان الفرق لصالح املفتشين. أما بالنسبة لباقي املجاالت أساليب التعامل مع الصراع التنظيمي فال توجد فروقا دالة إحصائيا بين متوسطات استجابات املفتشين واملعلمين في مجاالت )املجاملة املنافسة التجنب إلاحالة ملستوى أعلى(. وتعني هذه النتيجة أن املفتشين واملعلمين متفقين وينتمون إلى مجتمع واحد في ممارسة مفتش ي التعليم الابتدائي ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي وعلى وعي كامل باستخدامات املفتشين ألساليب إدارة الصراع. إال أن نتيجة كل من ماسلوب ماول )التعاون( وماسلوب الرابع )التسوية( تشير إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية في هذين املجالين ولصالح املفتشين وقد تعود هذه النتيجة إلى أن املفتشين يرون أنفسهم أنهم أكثر اهتماما باملشكالت املدرسية وتتبعا لها ويعملون على حلها باستخدام هذين ماسلوبين. ويرى الباحثان أن املفتشين يعملون على حصر الصراع داخل حدوده والتوجه إلى الحوار وإعادة تأسيس التعاون الفعال بين ماطراف املتصارعة وتقديم الفرص للتسوية في ظل عدة حلول مقبولة للحصول على نتائج مثمرة لحل الصراع. وتتفق نتيجة هذه الدراسة مع دراسة واصل )2003( التي توصلت إلى أنه لم يكن هناك تقارب بين تصورات املديرين واملعلمين ألساليب إدارة الصراع في املدارس ماردنية العامة باستثناء ماسلوب التعاوني. - اقتراحات الدراسة: - إجراء دراسات عن ممارسة املشرفين التربويين ألساليب التعامل مع الصراع التنظيمي في جميع املراحل التعليمية. - إشراك املشرفين التربويين بدورات تدريبية لتطوير كفاياتهم إلادارية للصراعات املدرسية. - تدريب املشرفين التربويين في جميع املراحل التعليمية على أيدي خبراء متخصصين من الجامعات الجزائرية لتطوير إدارة الصراع التنظيمي في املدارس التي يشرفون عليها. - دعوة وزارة التربية الوطنية إلى الاهتمام بالصراع التنظيمي في الوسط املدرس ي. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 128 العدد )06(

23 - قائمة املراجع: - العطية ماجدة. )2003(. السلوك املنظمي. سلوك الفرد والجماعة. عمان ماردن: دار الشروق. - الضمور سامي أحمد فالح الضمور. )2004(. أساليب تعامل املشرفين التربويين في ماردن مع الصراع التنظيمي رسالة ماجيستير غير منشورة جامعة مؤته ماردن. - مباركي عبد الحكيم موس ى. ) 1417 ه(. إلاشراف التربوي النظرية والتطبيق الجيزة مصر: مطبعة العمرانية ألوفست - واصل جميل املومني. )2006(. املناخ التنظيمي وإدارة الصراع في املؤسسات التربوية ط 1 عمان ماردن: دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع. - الحازمي مها. )2005(. استراتيجيات إدارة الصراع التنظيمي وتأثيرها على نتائج الصراع في مدارس املرحلة املتوسطة في مدينة مكة املكرمة رسالة ماجيستير غير منشورة كلية التربية. جامعة أم القرى مكة املكرمة. - السلمي سعود سعيد. )2004(. استراتيجية مقترحة إلدارة الصراع بين مديري مدارس التعليم العام واملشرفين بمحافظة جدة رسالة دكتوراه غير منشورة كلية لاداب والعلوم والتربية جامعة عين شمس القاهرة مصر. - عوض رفيق. )2002(. مانماط التي يتناولها رؤساء ماقسام في مديريات التربية والتعليم في فلسطين في إدارة الصراع رسالة ماجستير غير منشورة جامعة النجاح الوطنية فلسطين. - قطن طفول بنت سهيل. )2001(. أساليب إدارة الصراع التنظيمي لدى مديري املدارس الثانوية في سلطنة عمان رسالة ماجستير غير منشورة كلية التربية جامعة السلطان قابوس مسقط سلطنة عمان. - الخضور جمال فارس. )1996(. أنماط إدارة الصراع لدى مديري املدارس ماساسية في محافظة املفرق في ضوء متغيرات الخبرة والجنس واملؤهل العلمي رسالة ماجيستير غير منشورة كلية التربية جامعة اليرموك ماردن. - النمر سعود محمد. )1994(. الصراع التنظيمي-عوامله وطرق إدارته مجلة الاقتصاد وإلادارة جامعة امللك عبد العزيز جدة املجلد 9. - إيزابيل فيفر وجين دنالب. )1997(. إلاشراف التربوي على املعلمين-دليل لتحسين التدريس ترجمة: عمر الشيخ ط 2 عمان ماردن: توزيع روائع مجدالوي. - شحاتة حسن. )2001(. البحوث العلمية والتربوية بين النظرية والتطبيق القاهرة مصر: مكتبة الدار العربية للكتاب. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 129 العدد )06(

24 عمان ماردن: دار عمان للنشر أساسيات إلاحصاء الوصفي ط 1 )1984(. - زيتون عايش محمود. والتوزيع. مبادئ الادارة املدرسية ط 3 عمان ماردن: دار املسيرة للنشر )2002(. محمد حسن العمايرة. - والتوزيع والطباعة. - الطويل هاني عبد الرحمن. )2001(. إلادارة التربوية والسلوك املنظمي سلوك الافراد والجماعات في النظم ط 3 عمان ماردن: دار وائل للنشر والتوزيع. مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية 130 العدد )06(